کد مطلب:240942 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:129

بمرأی و مسمع من وجوه بنی هاشم
روی علی بن عیسی الاربلی صورة ما كان علی ظهر العقد بخط الإمام علی بن موسی الرضا علیهماالسلام و هی:

«بسم الله الرحمن الرحیم الحمد لله الفعال لما یشاء لامعقب لحكمه و لاراد لقضائه یعلم خائنة الأعین و ما تخفی الصدور، و صلاته علی نبیه محمد خاتم النبیین و آله الطیبین الطاهرین.

أقول و أنا علی بن موسی الرضا بن جعفر إن أمیرالمؤمنین عضده الله بالسداد و وقفه للرشاد عرف من حقنا ما جهله غیره فوصل أرحاما قطعت و آمن نفوسا فزعت بل أحیاها و قد تلفت و أغناها إذ افتقرت مبتغیا رضی رب العالمین، لایرید جزاء من غیره «و سیجزی الله الشكرین» [1] و «لا یضیع أجر المحسنین» [2] و إنه جعل إلی عهده و الإمرة الكبری إن بقیت بعده فمن حل عقدة أمر الله بشدها، و قصم عروة أحب الله إیثاقها فقد أباح حریمه و أحل محرمه إذ كان بذلك زاریا علی الإمام منتهكا حرمة الإسلام بذلك جری السالف فصبر منه علی الفلتات و لم یعترض بعدها علی العزمات خوفا من شتات الدین و اضطراب حبل المسلمین، و لقرب أمر الجاهلیة و رصد فرصة تنتهز و بائقة تبتدر، و قد جعلت الله علی نفسی إن استرعانی أمر المسلمین و قلدنی خلافته، العلم فیهم عامة و فی بنی العباس خاصة بطاعته و طاعة رسوله صلی الله علیه و آله و أن لاأسفك دما حراما ولا أبیح فرجا و لامالا إلا ما سفكته حدود الله و أباحته فرائضه و أن أتخیر الكفاة جهدی و طاقتی و جعلت بذلك علی نفسی عهدا مؤكدا یسألنی الله عنه فإنه عزوجل یقول: «و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسئوولا» [3] و إن أحدثت أو غیرت أو بدلت كنت للغیر مستحقا، و للنكال معترضا و أعوذ بالله من سخطه و إلیه أرغب فی التوفیق لطاعته و الحول بینی و بین معصیته فی عافیة لی و للمسلمین.



[ صفحه 207]



و الجامعة و الجفر یدلان [4] علی ضد ذلك «و ما أدری ما یفعل بی ولابكم» [5] «إن الحكم إلا لله یقضی بالحق و هو خیر الفاصلین، [6] لكنی امتثلت أمر أمیرالمؤمنین و آثرت رضاه و الله یعصمنی وإیاه و أشهدت الله علی نفسی بذلك و كفی بالله شهیدا و كتبت بخطی بحضرة أمیرالمؤمنین إطال الله بقاه و الفضل بن سهل، و سهل بن الفضل و یحیی بن أكثم، و عبد الله بن طاهر، و ثمامة بن أشرس، و بشر بن المعتمر، و حماد بن النعمان، فی شهر رمضان سنة إحدی و مئتین، الشهود علی جانب الأیمن [7] .

شهد یحیی بن أكثم علی مضمون هذا المكتوب ظهره و بطنه و هو یسأل الله أن یعرف أمیرالمؤمنین و كافة المسلمین ببركة هذا العهد و المیثاق و كتب بخطه فی التاریخ المبین فی عبدالله بن طاهر بن الحسین، أثبت شهادته فیه بتأریخه، شهد حماد بن النعمان بمضمونه ظهره و بطنه، و كتب بیده فی تأریخه بشر بن المعتمر یشهد بذلك الشهود علی الجانب الأیسر [8] .

رسم أمیرالمؤمنین أطال الله بقاءه قراءة هذه الصحیفة التی هی صحیفة المیثاق نرجو أن یجوز بها الصراط ظهرها و بطنها بحرم سیدنا رسول الله صلی الله علیه و آله و بین الروضة و المنبر علی رؤوس الأشهاد بمرأی و مسمع من وجوه بنی هاشم و سائر الأولیاء و الأجناد بعد استیفاء شروط البیعة علیهم بما أوجب أمیرالمؤمنین الحجة علی جمیع المسلمین، و لتبطل الشبهة التی كانت اعترضت آراء الجاهلین؛

«و ما كان الله لیذر المؤمنین علی ما أنتم علیه»، [9] و كتب الفضل بن سهل بأمر أمیرالمؤمنین بالتاریخ فیه» [10] .

لیس لنا من نقل الصحیفة بالخط الشریف شاهد سوی الكلمة الرضویة و هی



[ صفحه 208]



قوله علیه السلام: «بمرأی و مسمع من وجوه بنی هاشم» و إنما ذكرناها عن آخرها لأجل بیان موضع الكلمة و ارتباطها بما فی الصحیفة علی تقدیر صدورها منه علیه السلام.

قال ابن منظور: و فی حدیث حنظلة: «تذكرنا بالجنة و النار كأنا رأی عین» تقول: جعلت الشی ء رأی عینك و بمرأی منك. أی حذاءك و مقابلك بحیث تراه و هو منصوب علی المصدر أی: كأنا نراهما رأی العین [11] و قال أیضا: دور القوم منی رئاء أی: منتهی البصر حیث نراهم. و هم منی مرأی و مسمع، و إن شئت نصبت - أی: قلت: مرأیا و مسمعا - و هو من الظروف المخصوصة التی أجریت مجری غیرالمخصوصة عند سیبویه، قال:

و هو مثل «مناط الثریا و مدرج السیول» و معناه هو منی بحیث أراه و أسمعه [12] .

و قولهم: «هو منی مرأی و مسمع» مرفوع أو منصوب یعلی المصدریة أی: كأنه أراه مرأی عین. و قد تدخله الباء فیقال: «هو منی بمرأی و مسمع» بالجر [13] .

أقول: و منه كلام فاطمة علیهاالسلام من خطبتها الشریفة:

«و أنتم بمرأی منی و مسمع و منتدی». [14] و لاریب فی أن الكلمة جاریة علی الألسن، تقال: عند وضوح الشی ء و اشتهاره كما فی قولهم: «علی رؤوس الأشهاد» الجاری علی اللسان.

و مما یقال فی هذا الصدد «جعلته رأی عینك» أی: حذاءك و مقابلك بحیث تراه. [15] و قوله تعالی: «و اصنع الفلك بأعیننا». [16] و یحتمل ذكر «بأعیننا» كنایة عن الحفظ، و صنع الفلك المذكور فی الآیة كان بمرأی و مسمع. و منه قول الإمام الحسین علیه السلام عند ما ذبح طفله علی الأصغر فی حجره: «هون علی ما نزل بی أنه بعین الله» [17] أی: بمرأی و مسمع منه و المراد من الكلمة الرضویة أن ولایة العهد و شهودها كانت قد شهدتها الأعین وسمعتها الآذان و لاخفاء فیها.



[ صفحه 209]




[1] آل عمران: 144.

[2] يوسف: 90.

[3] الإسراء: 34.

[4] تدلان.

[5] الأحقاف: 9.

[6] الأنعام: 57 و الآية هكذا: «يقص الحق و هو خير الفصلين».

[7] الجانب الأيمن و يحتمل صحة الإضافة ليراد أيمن صورة الخط.

[8] دليل لصحة ما قدمناه في الهامش السابق. لاالإضافة.

[9] آل عمران: 179.

[10] كشف الغمة: 28، و البحار 153 - 152/49.

[11] لسان العرب 298:14 في (رأي).

[12] المصدر ص 299.

[13] منتهي الأرب في لغة العرب في (رأي).

[14] الاحتجاج 140:2.

[15] منتهي الأرب في (رأي).

[16] هود: 37.

[17] البحار 46:45.

و المعني أن ما نزل بي من المصائب تعلمها و تراها و لايخفي عليك منها شي ء. و منه القول العلوي: «فإنكم بعين من حرم» النهج 146:9، الخطبة 151، أي بمرأي منه تعالي.